جرائم الشرف ....وتاء التأنيث!!/بقلم:*منى خضر

جرائم الشرف ....وتاء التأنيث!!/بقلم:*منى خضر
التاريخ : 07 / 05 / 2008 الساعة : 16:21

تتوه الكلمات... الحيرة وعلامات الاستفهام تلف المكان ،تقف عاجزا مترددا من أين تبدأ في سرد الحكاية ؟! حكاية الضحية فيها كما عهدناها صاحبة تاء التأنيث ، لا حول لها ولا قوه في حياتها وبعد مواراتها الثرى تكال عليها التهم فتتساءل : لماذا دوما الضحية أنثى ؟ لماذا لا يعاقب الرجل على جريمة نفسها؟!! ولم يترك حرا يتباهى في جريمته تحت مظله الشرف المزعوم ؟ أم أن استعادة الشرف لا يكون إلا بإراقة دم هذه الأنثى؟

تعددت الروايات ولكن ما لفت انتباهي في جميع الراويات شهادة الرواة لصاحبة القصة بحسن الخلق واستغربهم مما حدث لها !!وطريقه قتلها وأصوات أخرى شاذة قائلة تستحق القتل فهذا شرف العائلة!! وآخرون ينظره العطف على ابنتها الرضيعة وأطفالها وآخرون على استحياء يطالبون بتطبيق القانون وقتل الجناة الذين غرروا بها
لم اسمع من يقو لم لم يتم التستر عليها؟!! وهل لمن قتلها فكر في أطفالها ؟!!

كيف ستعامل معهم المجتمع؟!! وهل ستشفع لهم طفولتهم ؟!!تساؤلات تدفعني كأنثى لان أطالب بتطبيق القانون المغيب على من أعطى لنفسه الحق في إعدامها على خلفيه ما يسمى الشرف المزعوم وليس الاحتكام إلى دين الرحمة!!

قتلوها وواروا جثتها تحت التراب، ضحية خلفت وراءها ضحايا أخرى لنظره الناس في المرآة في مرآتهم المشوهة الخطيئة انثى ... لترافقها في حياتها وتحصد روحها وتجنى على أطفالها .

من عائلة متوسطة تزوجت في سن مبكر جدا لها ثلاثة أطفال أصغرهم لم يتجاز4 أشهر شهد لها الجميع بحسن الخلق مع الجيران، لم يكن احد يسمع صوتها في الحي بيوت مغلقة وفى كل بيت يحمل داخله ألف قصة وقصة ولا يحل يعمل الحقيقة إلا صاحبها .

بحثت عن التفاصيل سالت الجيران والأقارب فلم أجد ما أريده وما ابحث عنه!! وهذا بات أمرا بديهياً في مجتمعنا، توجهت إلى مركز الشرطة بالمحافظة فعلى أجد ضالتي فكانت صدمتي قويه فوق احتمالي ..

.لا قضية لتلك الضحية ..لم يتم التبليغ إنها قتلت ..!!! وبعد حديث مطول مع الملازم قلت وإذا؟!!
قالوا لا علاقة لنا
قلت قتلت!!
قالوا نعم ,,نعم نعلم إنها قتلت
كيف.. كيف سمحتم بدفنها ؟؟
لا إجابات ولا تعليق سوى صمت يلف المكان...
لا املك تفاصيل قصتها العجيبة ولا احد يملكها فقد دفنت معها الحكاية ولم يبقى منها سوى أبناء يحملون ذنب لا ذنب لهم به قتلت أمهم.... فلا يكفي دمها لصمت المجتمع ... بل أصبحت وصمه عار لهم في مجتمعنا التقليدي، وباتوا في مهب الريح العاتية ومستقبل مخيف في انتظارهم!!

أيها الجناة توقفوا وانظروا إلى أطفالها إلى طفلتها الرضيعة فانتم لم تمنعوا جريمة بل ارتكبتم جرائم بحق هؤلاء الأطفال الذين لا ذنب لهم سوى وجودهم بينكم في عالم تسوده شريعة الغاب !!!

العائلة هي التي تفضح ابنتها وتفضح العائلة بأكملها بهذه الجرائم ...

ولا ينسى المجتمع فضيحة العائلة التي تصنعها بأيديها لمئات السنين ...

يتصورون أنهم هكذا يغسلون العار ... ولكن في الحقيقة هم الذين يصنعون هذا العار بهذه الجريمة ..